الأربعاء، 8 يوليو 2015

الختان الإلهي والختان الوضعي

الختان الإلهي والختان الوضعي

كتب : محمد الأنور ( أبو عبد الله المدني , تبيين الحق ) :

الختان الإلهي والختان الوضعي

لقد  قسمت الختان إلى نوعين :

النوع الأول : الختان الإلهي , وهو ما يقوم به الله عز وجل .

فلقد أبدع الله تعالى خلقه وأتقن صنعه , والقاعدة على الغالب , فإن النادر لا حكم له , وهو من قبيل الابتلاءات التي يجب مداواتها .

والصورة الغالبة التي أرادها الله تعالى لعباده هي أن القلفة تغطي الحشفة بالكامل إلى أن يكتمل تمايز خلاياها في أول شهرين من الحمل , ثم في الشهر الثالث تنفتح من نهايتها وتتراجع للخلف فتظهر فتحة البول .

أي أن الختان الإلهي هو تآكل ورجوع القلفة حتى تنكشف فتحة البول .

والسؤال : لماذا أمر الله تعالى القلفة بالتآكل أو الرجوع فقط لتظهر فتحة البول ولم يأمرها بالزوال تماماً لتظهر الحشفة ؟

لماذا لم يستمر التآكل حتى تنكشف الحشفة ؟

لماذا لم يجنبنا أرحم الراحمين تلك العمليات ؟

هل تؤمنون حقاً بأن الله تعالى هو أرحم الراحمين ؟

إن الله تعالى أراد أن تتراجع القلفة فقط لتنكشف فتحة البول , وهو أحكم الحاكمين , فللقلفة فوائد غابت عن الجهلاء والمحرفين فرأوا إزالتها , ولو لم يكن لها أي نفع لأمرها الله تعالى بالتراجع والتآكل حتى تنكشف الحشفة تماماً , ولكن القلفة عضو عامل في حياة الإنسان في بطن أمه وبعد ولادته , وليست عضواً باطلاً أو لهواً أو عبثاً بعد الولادة , كما يردد بعض الجهلاء .

وليس الأمر خاصاً فقط بغياب منافع القلفة عند الجهلاء , بل إن وجودها أصبح ضرراً على غير المتطهرين ـ الذين لا يستبرئون من بولهم بالماء وهذا سائد عند غير المسلمين وسائد عند غير المصلين ـ فأصبحوا ينادون بإزالتها , ولو تطهروا مرة واحدة في اليوم لما وجدوا لها أي ضرر , بل ما رأوا منها إلا كل نفع .

قال تعالى : " ... إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ " [البقرة : 222]

قال تعالى : " لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ " [التوبة : 108]

والسؤال : كيف تؤمنون بأن الله لا يخلق شيئاً عبثاً ثم تزعمون أن القلفة عبث ؟

كيف تؤمنون بأن الله أحكم الحاكمين ثم تؤمنون بأن أمره كان ناقصاً حيث لم يأمر القلفة بالزوال كلية ؟

كيف تؤمنون بأن الله أرحم الراحمين ثم تزعمون أنه لم يجنبنا عمليات الختان بل أراد تعذيب الخلق ؟

أليس هذا تناقضاً ؟

لو كانت الحكمة في إزالة القلفة كلها لما خلقها الله تعالى أصلاً أو لاستمر تآكلها حتى تزول ومن ثم تنكشف الحشفة تماماً , أي يستأصلها الله تعالى بنفسه ويجنب عباده تلك العملية .

إن قلفة الذكر لها عدة فوائد منها حماية الحشفة والانزلاق الجنسي وضبط وقت القذف وعدم إيلام الرجل والمرأة عند الجماع .

ومن فوائد قلفة الأنثى حماية البظر وضبط وقت القذف .

وإذا أزيلت القلفة أصيب الذكر والأنثى بسرعة الإثارة وسرعة القذف , فضلاً عن الألم عند الجماع  , وهذا فساد وإفساد من عمل الشيطان .

النوع الثاني : الختان الوضعي , وهو ما يقوم به الخلق .

ولقد قسمت الختان الوضعي إلى نوعين :

النوع الأول : الختان الوضعي المشروع , وهو ما يرد القلفة إلى الخلقة المعتادة التي صورها الله تعالى لأغلب عباده , وهو من قبيل الدواء .

فإذا وجد تشوه في القلفة وجب ردها إلى الخلقة المعتادة وهذا ما أقصد به الختان الوضعي المشروع .

النوع الثاني : الختان الوضعي المحرم , وهو ما يفسد القلفة أو يغير صورها التي اختارها الله تعالى غالباً , وهو من قبيل الفساد في الأرض وتغيير الخلقة وظلم الخلق .

ففي هذا الختان المحرم يزيل الجهلاء قلفة الذكر فتنكشف الحشفة , ويزيلون قلفة الأنثى فينكشف البظر , ويصاب الذكر والأنثى بسهولة الإثارة وسرعة القذف , وهذا فساد وإفساد في الأرض .

تنبيه : الختان خاص بالقلفة فقط , وليس له علاقة بالحشفة أو الخصية أو البظر أو الأشفار .

أما عمليات التجميل فتشمل كل الأعضاء بما فيها الأعضاء التناسلية , وكذلك عمليات التشويه وإفساد الخلق .

وعمليات التجميل المشروعة هي التي ترد الخلقة إلى الصورة التي اختارها الله تعالى لأغلب عباده .

أما عمليات التشويه فهي التي تفسد الصورة التي اختارها الله تعالى لأغلب عباده .

ومن ثم فإن إزالة البظر أو الأشفار هي من قبيل عمليات التشويه المحرمة , فهي تغيير للخلقة وظلم للخلق وإفساد في الأرض .

والبظر عند المرأة مثل الحشفة عند الرجل , فمن يقطع بظرها تصاب البرود , فينتهي زوجها من الجماع وهي ما زالت لم ترتوي , فيظن الجاهل أنها شديدة الشبق , والعكس هو الصحيح .

ومما يزيد من حجم المصيبة إذا كان زوجها مقطوع القلفة , مما يجعله سريع القذف , ومن ثم يزيد حجم النفور وتفسد العشرة وقد تلجأ المرأة إلى الحرام .

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله


الثلاثاء، 7 يوليو 2015

القياس

الختان الإلهي والختان الوضعي

كتب : محمد الأنور ( أبو عبد الله المدني , تبيين الحق ) :

القياس

أولاً : قياس العضو التناسلي على بقية الأعضاء :

من المعلوم أنه يحرم قطع أي عضو , بل يجب الحفاظ على الأعضاء كما خلقها الله تعالى , وبقياس العضو التناسلي على بقية الأعضاء يتبين وجوب الحفاظ عليه كما شاء الله تعالى أن يصوره .

ثانياً : قياس الذكور على الإناث :

كان المفتون يقولون بختان الذكور والإناث , ولما حارب محمد حسني مبارك وزوجته ختان الإناث دون الذكور , قام الكثير من شيوخ السلاطين ـ مثل محمد سيد طنطاوي وعلي جمعة ـ وغيروا  فتاويهم وقالوا بختان الذكور دون الإناث , رغم أن فتاويهم القديمة مكتوبة ومسجلة , بينما صمد البعض ـ مثل جاد الحق علي جاد الحق ـ ودافعوا عما يؤمنون به .

والآن أصبح الأزهر الفاطمي غير الشريف ودار الإفتاء مستقرون على ختان الذكور دون الإناث , بل وتجريم ختان الإناث , وهذه هي الفتوى الرسمية للبلد والمؤسسات الرسمية بها .

والسؤال : ألستم تؤمنون بأن النساء شقائق الرجال ؟

ومن ثم فحكم الذكور في الشيء هو نفس حكم الإناث , وحكم الإناث في الشيء هو نفس حكم الذكور .

ألا تؤمنون بالقياس ؟

وهل يجرؤ جاهل على الزعم بأن هذا قياس فاسد أو قياس مع الفارق ؟

لا يمكن أن يكون قياساً فاسداً لأنه لا يوجد نص صحيح في ختان الذكور أو الإناث أصلاً .

كما لا يمكن أن يكون قياساً مع الفارق لأن الأنثى مثل الذكر , حيث أن لها قلفة مثل الذكر .

أم أنكم لا تعلمون أن للأنثى قلفة فوق البظر ؟

إن كنتم لا تعلمون , فإن الحكم على الشيء فرع عن تصوره , وما كان لكم أن تتجرأوا على الكلام في دين الله إلا عن علم .

إن من قال بختان الذكور لزمه القول بختان الإناث , ومن قال بختان الإناث لزمه القول بختان الذكور .

ومن قال بعدم ختان الذكور لزمه القول بعدم ختان الإناث , ومن قال بعدم ختان الإناث لزمه القول بعدم ختان الذكور .

والسؤال : كيف تفرقون بين الحكمين ؟

ثالثاً : قياس الإنسان على بقية الخلق :

لا نعلم مخلوقاً يختتن , قال تعالى : " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ " [النور : 41]

وما ظنكم إن زعم كلب أن الله أمره بالختان ؟ هل تظنون أن الكلاب ستطيعه ؟ هل أنتم أضل من الكلاب ؟ هل تصرون على طاعة الشيطان وتغيير خلق الله ؟

والخلاصة : الختان محرم بالقياس .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله



أصول وقواعد

الختان الإلهي والختان الوضعي

كتب : محمد الأنور ( أبو عبد الله المدني , تبيين الحق ) :

أصول وقواعد

أولاً : الواجب لا يعارضه إلا واجب :

هذه القاعدة يصعب فهمها على العوام الذين يسمعونها لأول مرة , فضلاً عن أن كلمة يعارضه فيها خاطئة والصواب أن نقول يدفعه , لأن الأمور تتعارض ثم نقدم الواجب وندفع ما سواه .

لذا أقولها بكلمات مفصلات أفضل من تعقيد وتعسير الأصوليين , وهي : الواجب لا يدفعه إلا واجب , الواجب لا يلغيه إلا أوجب منه .

وكما هو معلوم فإن الأحكام خمسة , وهي :

1 ـ الواجب أو الفرض أو الحتم أو الإلزام .

2 ـ النفل أو التطوع أو الفضل أو المستحب أو المندوب .

3 ـ الجائز أو المباح .

4 ـ المكروه .

5 ـ المحرم أو الحرام .

وطبقاً لهذه القاعدة فإن الأمرين إذا تعارضا وجب النظر فيهما فإن كان أحدهما واجباً والآخر نفلاً أو جائزاً أو مكروهاً عمل بالواجب وترك النفل أو الجائز أو المكروه , وأصبح النفل والجائز والمكروه محرماً .

أما إذا تعارض واجبان فيعمل بالأشد وجوباً ويترك الأقل وجوباً , وحينئذ يصبح الأقل وجوباً محرماً .

أي أن الواجب لا يدفعه نفل أو مكروه أو محرم كما لا يدفعه ما هو أقل وجوباً منه , بل لا يدفعه إلا ما هو أشد وجوباً منه .

ومن المعلوم أن ستر العورة واجب , وعدم إيلام الخلق واجب , والإبقاء على سلامة الأعضاء وعدم قطع شيء منها واجب .

والختان قد تعارض مع هذه الواجبات .

ولقد اختلفت الفرق الضالة فمنهم من قال أن الختان نفل , ومنهم من قال أنه مكرمة , ومنهم من قال أنه جائز , ومنهم من قال أنه مكروه , وكل هؤلاء جهلاء فقد عارضوا تلك القاعدة السابقة .

فإذا كان الختان نفلاً أو جائزاً أو مكروهاً لما شرع له كشف العورة أو قطع شيء من البدن أو الإيلام , لأن هذه واجبات , والسؤال : كيف يقدم النفل أو الجائز أو المكروه على الواجب ؟ كيف يلغى الواجب بنفل أو جائز أو مكروه ؟

إن هذه الواجبات لا يدفعها ولا يلغيها نفل أو جائز أو مكروه , بل لا يدفعها إلا واجب , وهذا الواجب الأخير لا بد أن يكون أوجب من تلك الواجبات وإلا لما تقدم عليهن كلهن .

لذا فطبقاً للقاعدة السابقة فإن الختان إما واجب أو محرم , ولا يعقل أن يقال نفل أو جائز أو مكروه لأنه لو كان في الأصل نفلاً أو جائزاً أو مكروهاً لأصبح محرماً بتعارضه مع الواجب .

أي أنه إذا قيل بالختان فلا بد أن يقال أنه واجب , لأنه حينئذ تقدم على عدة واجبات ودفعها وهي : ستر العورة والحفاظ على الخلقة وعدم الإيلام .

وإذا قيل بعدم الختان فلا بد أن يقال بأنه محرم , لأن ستر العورة واجب , والحفاظ على الجسد واجب , وعدم الإيلام واجب , وتلك الواجبات قد تقدمت على الختان ودفعته فصار محرماً إن لم يكن محرماً في الأصل .

والخلاصة : طبقاً لقاعدة "الواجب لا يدفعه إلا ما هو واجب" , فإن الختان إما واجب أو محرم ولا يعقل أي رأي آخر .

ثانياُ : ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب أو الوسائل لها أحكام المقاصد .

وكما قلت سابقاً فإن ستر العورة واجب , والحفاظ على الخلقة واجب , وعدم الإيلام واجب .

وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب , فما لا يتم ستر العورة إلا به فهو واجب , وهو عدم الختان , وما لا يتم الحفاظ على الخلقة إلا به فهو واجب , وهو عدم الختان , وما لا ينم عدم الإيلام إلا به فهو واجب , وهو عدم الختان .

والوسائل لها أحكام المقاصد , فوسائل ستر العورة واجبة , ووسائل الحفاظ على الجسد واجبة , ووسائل عدم الإيلام واجبة , ومن هذه الوسائل عدم الختان .

والخلاصة : طبقاً لقاعدة "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب" أو "الوسائل لها أحكام المقاصد" , فإن عدم الختان واجب لأنه وسيلة لواجب , أي أن الختان محرم .


ثالثاً : سد الذرائع :

لا يخفى على أحد أضرار الختان , ومن أعظم أضراره سهولة الإثارة وسرعة القذف عند الرجال والنساء , ومن ثم عدم رضا الرجال والنساء , والكره والطلاق واللجوء إلى المحرمات , لذا فالختان من وسائل الفساد والإفساد في الأرض .

وطبقاً لقاعدة سد الذرائع فإنه يحرم الختان سداً لذريعة الفساد أو الإفساد في الأرض .

والخلاصة :

طبقاً لقاعدة "الواجب لا يدفعه إلا ما هو واجب" , فإن الختان إما واجب أو محرم ولا يعقل أي رأي آخر .

وطبقاً لقاعدة "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب" أو "الوسائل لها أحكام المقاصد" , فإن الختان محرم .

وطبقاً لقاعدة سد الذرائع فإن الختان محرم .

لذا فالختان الوضعي محرم بالأصول والقواعد .

ــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله


إعجاز الرحمن في أمر الختان

الختان الإلهي والختان الوضعي

كتب : محمد الأنور ( أبو عبد الله المدني , تبيين الحق ) :

إعجاز الرحمن في أمر الختان

فيما يلي أدلة من القرآن على حرمة تغيير خلق الله والتشويه والظلم .

أولاً : القرآن كاف كامل تام غير ناقص حتى يكمله أثر لمغفل أو مدلس أو وضاع :

قال تعالى : " أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " [العنكبوت : 51]

قال تعالى : " وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ " [الأنعام : 38]

انظر رسالتي : بطلان حجية الآثار .

ثانياً : القرآن مبين ومفصل في نفسه , وليس مبهماً حتى يبينه أثر لمغفل أو مدلس أو وضاع :

قال تعالى : " كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ " [البقرة : 242]

قال تعالى : " وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ " [الأنعام : 55]

انظر رسالتي : بطلان حجية الآثار .

ثالثاً : القرآن تبيان وتفصيل لكل شيء ديني , وليس مجملاً حتى تكون آثار المغفلين والمدلسين والوضاعين هي المبيِّنة والمفصِّلة لدين الله :

قال تعالى : " وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ " [النحل : 89]

قال تعالى : " لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " [يوسف : 111]

انظر رسالتي : بطلان حجية الآثار .

رابعاً : الله تعالى بديع :

قال تعالى : " وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117) وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119) " ( البقرة ) .

خامساً : الله تعالى هو المصور :

قال تعالى : " هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " [الحشر : 24]

سادساً : الله تعالى صورنا في الأرحام بالصورة التي يشاء :

قال تعالى : " هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " [آل عمران : 6]

فليس لأحد منا تغيير تلك الصورة , وأكرر : إن القاعدة على الغالب , فإن النادر لا حكم له , وهو من قبيل المرض , فمن ولد مشوهاً وجبت مداواته .

سابعاً : الله تعالى قد صورنا فأحسن صورنا :

قال تعالى : " اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ " [غافر : 64]

قال تعالى : " خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ " [التغابن : 3]

ثامناً : الله تعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم :

قال تعالى : " وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8) " ( سورة التين ) .

تاسعاً : الله تعالى أتقن الله كل شيء :

قال تعالى : " وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ " [النمل : 88]

عاشراً : الله تعالى أحسن كل شيء خلقه :

قا تعالى : " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4) يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (6) الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (9) " ( السجدة ) .

الحادي عشر : الله تعالى أحسن الخالقين :

قال تعالى : " وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) " ( المؤمنون ) .

قال تعالى : " وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (129) سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (132) " ( الصافات ) .

الثاني عشر : ليس في خلق الرحمن من تفاوت :

قال تعالى : " الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) " ( الملك ) .

الثالث عشر : لم يخلق الله تعال شيئاً لاعباً :

قال تعالى : "  وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16) لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ (17) بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) " ( الأنبياء ) .

الرابع عشر : لم يخلق الله تعال شيئاً باطلاً :

قال تعالى : " وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27) أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28) كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29) " ( ص ) .

قال تعالى : " إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) " ( آل عمران ) .

الخامس عشر : لم يخلق الله تعالى شيئاً عبثاً :

قال تعالى : " أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ " [المؤمنون : 115]

السادس عشر : الله تعالى أحكم الحاكمين :

قال تعالى : " وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) " ( هود ) .

قال تعالى : " وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8) " ( سورة التين ) .

السابع عشر : الله تعالى أرحم الراحمين :

قال تعالى : " قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ " [الأعراف : 151]

قال تعالى : " قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ " [يوسف : 64]

قال تعالى : " قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ " [يوسف : 92]

قال تعالى : " وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84) " ( الأنبياء ) .

الثامن عشر : انتفاء الرحمة والحكمة من تعذيب الأطفال :

ما يفعل الله تعالى بتعذيب الأطفال ؟

قال تعالى : " مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا " [النساء : 147]

إن الله تعالى يبتلي من أجل الرفعة أو الاختبار أو التوبة أو الانتقام :

ومن الأمثلة على الابتلاء للتوبة :

قال تعالى : " وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ " [الأعراف : 168]

قال تعالى : " ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ " [الروم : 41]

قال تعالى : " وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ " [السجدة : 21]

قال تعالى : " وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ " [الزخرف : 48]

ومن الأمثلة على الابتلاء للانتقام :

قال تعالى : " فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ " [الأعراف : 136]

قال تعالى : " فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ " [الحجر : 79]

قال تعالى : " وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ " [الروم : 47]

قال تعالى : " فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ " [الزخرف : 25]

قال تعالى : " فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ " [العنكبوت : 40]

ومن الأمثلة على الابتلاء للاختبار والرفعة :

قال تعالى : " فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) " ( الصافات ) .

قال تعالى : " وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42) وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (43) وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44) " ( ص ) .

والسؤال : هل تعذيب الأطفال من باب الانتقام أم التوبة أم الرفعة والاختبار وتكفير السيئات ؟

لو قلتم الرفعة لوجب عليكم القول بأن كل مختون سيدخل الجنة ؟

ولو قلتم الاختبار لقلت لكم : وهل يعقل الطفل المختون ؟

ولو قلتم تكفير للسيئات أو التوبة أو الانتقام , لقلت لكم : وهل فعل هذا الطفل سيئة ؟ ولو فعل سيئة فهل يعقلها؟

التاسع عشر : تغيير الخلقة وتعذيب الخلق من عمل الشيطان :

قال تعالى : " وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا " [النساء : 119]

ولنتدبر الآيات التالية :

قال تعالى : " وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ (100) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103) قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104) وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (105) اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (106) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (107) وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (108) وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110) وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117) فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ (118) وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ (119) وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ (120) وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (121) أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123) وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (124) فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (125) وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (126) لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (127) وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128) وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (129) يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130) ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ (131) وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (132) وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ (133) إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (134) قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (135) وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (136) وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (137) وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (138) وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (139) قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (140) وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (141) وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (142) ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (143) وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144) قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (145) وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (146) فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (147) سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148) قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149) قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (150) قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (154) وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ (157) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (158) إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (160) قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (165) " ( الأنعام ) .


والسؤال :

هل تؤمن بأن القرآن كاف كامل تام غير ناقص ولم يفرط الله فيه ؟

هل تؤمن بأن القرآن مبين ومفصل في نفسه ؟

هل تؤمن بأن القرآن تبيان وتفصيل لكل شيء ديني ؟

هل تؤمن بأن الله تعالى بديع ؟

هل تؤمن بأن الله تعالى هو المصور ؟

هل تؤمن بأن الله تعالى أحسن الخالقين ؟

هل تؤمن بأن الله تعالى صورنا بالصورة التي يشاء ؟

هل تؤمن بأن الله تعالى صورنا فأحسن صورنا ؟

هل تؤمن بأن الله تعالى قد خلق الإنسان في أحسن تقويم ؟

هل تؤمن بأن الله تعالى أحسن كل شيء خلقه ؟

هل تؤمن بأن الله قد أتقن كل شيء ؟

هل تؤمن بأنه ليس في خلق الرحمن من تفاوت ؟

هل تؤمن بأن الله تعالى ما خلق شيئاً لاعباً ؟

هل تؤمن بأن الله تعالى ما خلق شيئاً لهواً ؟

هل تؤمن بأن الله تعالى ما خلق شيئاً باطلاً ؟

هل تؤمن بأن الله تعالى ما خلق شيئاً عبثاً ؟

هل تؤمن بأن الله تعالى أرحم الراحمين ؟

هل تؤمن بأن الله تعالى أحكم الحاكمين ؟

هل تؤمن بانتفاء الرحمة والحكمة من تعذيب الأطفال ؟

هل تؤمن بأن تغيير خلق الله من عمل الشيطان ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله